انتفاضة الشعب اللبناني عامل الوقت يضغط على السلطة
السلطة تحاول تمزيق التجمعات بخطة فنح الطرق
يقول كثيرون وقولهم صحيح
ان الحراك اللبناني لم يصل حتى الآن إلى إنضاج رؤية موحدة تجعل منه أو تفرضه مفاوضاً صلباً وقوياً مع قوى السلطة
والى هؤلاء السادة اقول
انه ما زال مبكرا بلورة رؤية موحدة وفريقا مفاوضا -- فالحراك انطلق عفويا واتسعت الحركة الشعبية بشكل عفوي ومر على الحراك 12 يوما حتى الان وبشكل عفوي
وحتى تتبلور رؤية موحدة يحملها فريق لمفاوضة اقطاب السلطة فان ذلك يحتاج الى وقت تتبلور خلاله نخبة يتم التوافق على انها تمثل الحراك وتنوب عنه في صياغة اسس الدولة الجديدة
واليوم وبعد 12 يوما فان الحراك الشعبي اللبناني حدد عددا من المطالب تتعلق بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، و سياسة الإفقار عبر فرض الضرائب على الطبقات المتوسطة والفقيرة الاستخفاف بحقوق المواطنين. ومحاسبة الطبقة السياسية واسترجاع الأموال العامة المنهوبة
ومن المرجح، بل من المؤكد حسب فعاليات الحراك واخرها اليوم حيث شكل عشرات آلاف اللبنانيين سلسلة بشرية امتدت من شمالي البلاد حتى جنوبها، للتاكيد على الوحدة الوطنية ولا تزال المصارف والمدارس والجامعات مغلقة للأسبوع الثاني.
أن تستمر الاعتصامات في الأيام المقبلة،
وهذا الاستمرار مفتوح على كل الاحتمالات، التي تشمل تغييرات في تكيتكات وآليات التحرك والاعتصامات والتظاهرات والشعارات التي يرفعها.
من الطبيعي جدا والمنطقي ان يحتاج الحراك الى عامل الوقت وان يراهن على عامل الوقت - هذا الوقت الذي كلما طال كلما استمر بمحاصرة السلطة ومكوناتها السياية من تجمع الاحزاب التي تتقلسمها .
وعامل الوقت بعطي نتائج ممتازة فها هي السلطة واحزابها دخلت في مرحلة البحث الجديّ عن سلسلة من الحلول التي يعتقد أنها قد ترضي الشارع وتقنع المنتفضين بالعودة إلى حياتهم الطبيعية وتسمح بإعادة عجلة مؤسسات الدولة للدوران،
ولكن الشعب اللبناني وصفها باتها مجرد حلول لا تخرج عن كونها "ترقيعية"، مرة تتحدث عن تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، وتارة تتحدث عن تعديل وزاري،
واذا اعتقد البعض يغتقد بان فريق السلطة والقوى السياسية الممسكة بزمام الدولة تمتلك رؤية واضحة تريد الوصول إليها وإفراغ الحراك الشعبي من مضمونه ومطالبه العادلة،
فإن الحراك اثبت خلال 12 يوما ان لديه اصرار صلب وقوي على تحقيق مطالبه وان تحالف السلطة سوف يتفتت وان التكاتف الشعبي في طول البلاد وعرضها اقوى نت السلطة واحزابها
ان محاولة السلطة افشال الانتفاضة من خلال فتح الطرق الرئيسية سوف تفشل لان الحراك يدرك ان الاعتصامات وسياسة قطع الشرايين التي تصل بين المناطق اللبنانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، أي الطرق الرئيسة، هو من اهم فعاليات الضغط ومحارة الحكومة
فالحراك يعتقد أن الخروج من ساحات الاعتصام ومناطق التجمعات التي باتت تشكل رمزية له خارج العاصمة بيروت قبل فرض شروطه أو بعضها على السلطة والحكومة، يعني خسارة له أمام هذه السلطة التي خرج ضدها، ما يعني بالتالي خسارته لأي إمكانية في المدى المنظور على الاعتراض بانتظار فرصة تاريخية جديدة قد تتأخر في المجيء.
ومن الواضح أن قوى السلطة قد اتخذت قرارها بحسم الموقف والانتهاء من تحدي الاعتصامات وقطع الطرقات، ونقلها إلى أماكن خاصة لا تعرقل الحياة العامة وتهدد بالتطور إلى ما يشبه العصيان المدني، وهي في تسابق مع الوقت لإنجاز هذه المهمة أو المرحلة، التي ستؤسس للمرحلة التالية، من خلال استنزاف هذا الحراك في الشارع ومنعه من تحقيق أي من مطالبه سوى تلك التي يتفق عليها أركان النظام على تقديمها والسماح بها، وصولا إلى إدخال اليأس إلى نفوس الشريحة الأوسع من المحتجين وفرط عقدهم.
لذلك فإن الحراك أمام تحدٍ يتطلب منه تحقيق "انتصار" ولو جزئي، يضمن له تكريس نفسه قوة شعبية تفرض إرادتها على السلطة، وإلا فإنه سيدخل في سباق "من يصرخ أولا"، ومن الطبيعي أن يكون هو الأول، لأنه سيكون الطرف الأضعف في معركة "عضّ الأصابع" التي لن تقتصر عليه، بل ستطال كل حركة مطلبية لا تكون في سياق بعض القوى التي تستخدم سلاح الإصلاح لإضعاف شركائها أو منافسيها حتى ولو كانوا شركاء معها في السلطة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق